يبدو أن نزيف المسلسلات التركية لن يتوقف ( حريم السلطان )

كتبت  منة عصام:

يبدو أن نزيف المسلسلات التركية لن يتوقف

الرومانسية والتصوير فى أماكن مبهرة والأزياء
 أو » ريم السلطان
هكذا يعرف فى الشارع العربى على الرغم من
 ليكمل » قرن من العظمة « أن المسمى الحقيقى له
صورة الإبهار التى تشكل هالة حول المسلسلات
التركية.
ى المسلسلات التاريخية التى تنجح
لعب » حريم السلطان « فى ربط الناس بها، ولكن
على وتر الدراما والحياة الاجتماعية للسلطان
العثمانى سليمان القانونى خاصة فى الجزء الذى
يندر الخوض فيه وهو الحرملك. فكما يقول المثل
فقد استطاعت الكاتبة ميرال » الممنوع مرغوب «
أوكاى  التى وافتها المنية خلال الأيام الماضية
اقتحام دهاليز الحرملك، هذا المكان الذى يحظر
على أى فرد دخوله ما عدا السلطان ونوعا معينا
دم، حتى إن الحديث عن هذا المكان أو

ومن هنا جاء انتقاد المسلسل، فذلك المحظور
ع المجتمع  مواجهة صعبة  المسلسل ف
بأنه أظهر السلطان سليمان القانونى  عاشر
ذى امتد حكمه لفترةالسلاطين العثمانيين ال
قاربت 46 عاما وخاض العديد من الفتوحات فى
الدول الأوروبية  سكيرا يشرب الخمر ومتعدد
وارى، فقد روى العلاقات النسائية ويرافق الج
دى حريمه  المسلسل العلاقة ال
روكسانا وخرقه للتقليد الملكى بزواجه منها إلى
وكذلك علاقته فيما بعد بأخريات. فقد وصل
النقد لأكبر شخصية فى تركيا وهو رئيس الوزراء
التركى رجب الطيب أردوغان الذى اعتبره إساءة
لتاريخ وماضى تركيا وهو ما لا يليق. ويأتى كل
د أفراد  على خلفية التصريح من قبل أح
داث التى يرويها العمل أن جزءا كبيرا من الأح
المسلسل خصوصا الاجتماعية من وحى الخيال.
رد الكلام المرسل، ولكن تم تقديم أكثر من 75 ألف شكوى
ى للثقافة والتليفزيون التركى للمجلس الأع
ه يعرض خصوصا أن رض  للمطالبة بوقف ع
على شاشات العديد من الدول العربية والغربية
وتحقيقه نجاحا مدويا للدرجة التى جعلت عدة
قنوات بلغارية تتنافس على شراء حق عرضه.
كما تقدمت وزارة السياحة التركية بشكوى
رار بالمواقع د منتجى المسلسل بتهمة الإض  ض
الأثرية والتصوير بها دون تصريح رسمى، فقد
تم توجيه اتهام بأن فريق العمل حفر نافورة فى
أحد القصور الأثرية لحاجة الدراما له، وهو ما
يحمل إضرارا شديد الخطورة.
ورغم كل هذا النقد، إلا أنه على الجهة المقابلة
اعتبر فريق آخر المسلسل من أعظم ما قدم فى
ا التاريخية على الإط ال نظرا لقدرته  درام
على ربط المشاهد بعمل تاريخى  وهو ما يندر
حدوثه  من خلال مزجه بين الحكى الاجتماعى
لحياة سليمان القانونى ونفوذ زوجته روكسانا
وتحديه عرف البلاط الملكى بزواجه واحدة من
داث التاريخية الجامدة التى  ريم وبين الأح  الح
ا ساعد على جذب توجد فى آلاف الكتب. وم
اء الرائعة اللافتة  المشاهدين له أيضا هو الأزي
للأنظار التى تظهر عظمة وأناقة المرأة الملكة فى
القرن السادس عشر، حيث تم إظهار الفساتين
التى تم تفصيلها من أجود أنواع الحرير والساتان
والمطرزة بالخيوط الذهبية، وأيضا الاكسسوارات
الأنيقة، وكل ذلك زاد من تكلفة المسلسل الذى
تجاوز الإنفاق على كل حلقة فيه مبلغ 500 ألف
دولار.
يذكر أن العمل يروى حياة سليمان الأول عاشر
سليمان « سلطان عثمانى وهو يعرف لدى الغرب ب
» سليمان القانونى « ويعرف فى الشرق ب » العظيم

القضائى العثمانى